في ذكرى وفاته… «سميح القاسم» وقصائده المحذوفة
اعتبره الكثير من النقاد شاعر العروبة الأول في العصر الحديث

تحل، اليوم 19 أغسطس، ذكرى وفاة أحد شعراء المقاومة الفلسطينيين وهو «سميح القاسم» والذي رحل عن عالمنا عام 2014م، بعد معاناة ثلاث سنوات مع السرطان،وكان قد عن دار النخبة دراسة تناولت ظاهرة الحذف في أشعاره بعنوان «سميح القاسم.. دراسة نقدية في قصائده المحذوفة» للكاتب باسل محمد على بزراوي، يقع الكتاب في 234 صفحة من القطع المتوسط.
يتناول الكتاب ظاهرة الحذف في أشعار سميح القاسم، فقد برزت هذه الظاهرة بشكل جلي وواضح في شعر القاسم حين أقدم على حذف بعض قصائده أو مقاطع منها، كما لجأ إلى تغيير بعض العناوين واستبدالها لأنها لم تعد تمثل شيئًا له.
«سميح القاسم.. دراسة نقدية في قصائده المحذوفة»
يوضح مؤلف كتاب سميح القاسم، القضايا الجمالية الشكلية في القصائد المحذوفة، حيث تميزت معظم القصائد المحذوفة بشكلها التقليدي الذي اتبع فيه القاسم التقاليد الفنية للقصيدة العربية القديمة.
درس المؤلف أوزان القصائد وإيقاعها والوسائل التعبيرية التي استخدمها كالمباشرة والتعبير بالصور الفنية، وكذلك بعض القضايا والظواهر الفنية والموضوعية مثل التكرار الذي تراوح بين تكرار اللفظ وتكرار العبارة الشعرية أو البيت الشعري، وأسهم إلى حد بعيد في إضافاء دلالات جديدة على العلاقة الجدلية بين الشاعر وواقعه وموقفه من شعره.
يشير الكتاب إلى التغيرات التي طرأت على سميح القاسم من حيث موقفه من الشعر ودوره الاجتماعي، إذا كان الشعر في السابق سلاحًا يشهره في المعركة الوطنية والاجتماعية التي تعرضت في رأي الشاعر للتصدع والتراجع، الأمر الذي انعكس على الشاعر وعلى رؤيته الشعرية، إذ برزت بعض المظاهر الجديدة في شعره، وقد تمثلت هذه المظاهر بالنزوع إلى الذاتية والغموض.
شاعر العروبة
يعد سميح القاسم مع محمود درويش أبرز الشعراء في فلسطين، وقد اعتبره الكثير من النقاد شاعر العروبة الأول في العصر الحديث.
وقد اشتهر سميح القاسم بشكل أساسي لكون شعره ركز في أغلبه على قضية واحدة وهى القضية الفلسطينية التي استحوذت على منتجه الأدبي بشكل واضح، لذا انضم بشكل تلقائي إلى قائمة شعراء المقاومة والرفض منذ قصائده الأولى.
وسميح القاسم شاعر فلسطيني ولد في عام 1939، وتلقى تعليمه في الرامة والناصرة وعمل أستاذاً في إحدى المدارس في فلسطين، ثم نشط في الحزب الشيوعي، ومن بعدها تفرغ للأدب والشعر، كتب سميح العديد من القصائد، وكان ما يميزها السياسية منها.
صدر له أكثر من 60 كتابًا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله الناجزة في سبعة مجلدات عن دور نشر عدة فى القدس وبيروت والقاهرة.
وقد ترجم عدد كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.
حصل سميح القاسم على العديد من الجوائز منها جائزة «البابطين» من مؤسسة عبد العزيز سعود، كما حصل مرتين على «وسام القدس للثقافة» من الرئيس ياسر عرفات، وحصل على جائزة «نجيب محفوظ»، وجائزة «الشعر» الفلسطينية.
من أشهر أعماله
مواكب الشمس/ شعر، دمي على كفي/ شعر، سقوط الأقنعة/ شعر، عن الموقف والفن/ نثر، قرقاش/ مسرحية، ديوان الحماسة بجزئية الأول والثاني/ شعر، سأخرج من صورتي ذات يوم/ شعر، لا توقظوا الفتنة/ نثر، إنها مجرد منفضة/ سيرة، ضجيج النهارات حولي/ سيرة، حزام الورد الناسف/ شعر.