«في كل ركن فوضى»… رؤى كاتبة
مقالات تتناول بعض القضايا الاجتماعية والإنسانية والآفات التي يتعرض لها المجتمع العراقي

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع كتاب «في كل ركن فوضى» للكاتبة العراقية نداء مبارك.
يقع الكتاب في 84 صفحة ويضم مقالات تناولت فيها الكاتبة بعض القضايا الاجتماعية والإنسانية والآفات التي يتعرض لها المجتمع العراقي جراء الأفكار المضللة والشعارات الزائفة.
يشارك الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ54 والذي تنطلق فعالياته 25 يناير الجاري إلى 6 فبراير من خلال جناح النخبة العربية، قاعة1، جناح A54. في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
مقدمة الكتاب
كنتُ أظن إنني كسرتُ قيود الماضي من طقوسٍ وأعراف بالية والتي بترك بعضها قد نؤثَم. وقد نؤجَر بالبعض الآخر!
لكنني اكتشفتُ انني ضمن مجتمع لازال يتبنى منها الكثير.. ولا فرق في ذلك بين جاهلٍ وبين مَن يمتلك الشهادة العليا!
متبنيات لآبائنا وأجدادنا تداولتها الأجيال حتى أصبحت جزءًا مِنّا ومن حياتنا وديننا.. وحتى صار العُرف شرعًا، والطقس شعيرة!
وما لوقع إعلام العقل الجمعي من تأثير.. ليُصيّر الخرافة والبدع طقوس، والطقوس من شعائر الله! ضمن مخطط لتجهيل الشعب والسيطرة عليه! فكم تافه وسفيه يتحكم بمقدراتِنا ومصيرنا حتى صِرنا على شفا جرفٍ هارٍ.
من أجواء كتاب «في كل ركن فوضى»
(ارفعي رأسك.. وابتسمي)
شاهدتُها ووالدُها يَقْلّها بدراجتهِ النارية..
موظفة شابة رشيقة طويلة القامة..راقبتُها وهي خجلة، تنظر إلى الجانبين تارة.. وتُخفي وجهها بحقيبتها الأكثر من بسيطة، تارة أخرى!
قد تكون خَجِلة كون هكذا ممارسة غير مألوفة في مدينتنا.. أو إنها خجلة كون والدها يمتلك أبسط أنواع المواصلات! فمن المؤكد أن دخلهُ الشهري لايكفي ليدفعَ لإبنتهِ أُجرة سيارة في بلد يرتع فيه اللصوص والجهلة!!
ارفعي رأسك يا ابنتي، وباهي الآخرين بحرص والدك عليك.. أو ضعي رأسكِ فوق كتفهِ، وابتسمي للحظة سعيدة قد يفتقدها الآخرون!!
(ملك الغابة)
لم أنسَ ذلك المقطع الكارتوني القديم من فيلم ملك الغابة، حيث اللبوة ترسل شبلها كل يوم لمشوار محفوف بالمخاطر! اللبوة لم تترك ولدها يغيب عن ناظريها، فهي ترافقهُ ولكن بطريقٍ موازٍ لطريقه دون أن يراها..
تراقبهُ بدقة، وان غاب عنها يعتريها القلق!يعتصرها الألم وهي تراهُ منهكاً وخائفاً لما قد يعترض طريقهُ من أخطارٍ تلو الأخطار!
يتملكها الخوف إذا تعرض ولدها لخطر محقق، ولكنها في ذات الوقت جاهزة في التدخل إذا واجه الموت فعلًا!
كل يوم على هذا الحال، فتكلفهُ ما لا يطيق إلى أن يُطيق! لقد أكسبتهُ قوة! وقوة شخصية في كيفية اتخاذ القرار السريع والبديهي والمناسب في مواجهة مشاكله..
وهذا هو الحب الحقيقي للأم وللأب لأبنائهم..