صدر حديثا

قضية أمة ووطن في… «قرية الزومبي»

الكاتب د.خالد الشهاوي يتناول اعتناق الفكر المتطرف في سرد روائي ممتع

صدر حديثًا عن دار النخبة رواية «قرية الزومبي» للكاتب الروائي د.خالد القطب الشهاوي.

تقع الرواية في 380 صفحة من القطع المتوسط والتي يتناول فيها المؤلف عدة قضايا اجتماعية فكرية ووطنية في سرد روائي يتميز بسهولة الألفاظ وتسلسل الأحداث ببراعة وتشويق.

تعرض المؤلف في رواية «قرية الزومبي» لسلبيات تسود مجتمع القرية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، كما تناول قضية فكرية بل هي قضية أمة ووطن تعرض لها المجتمع المصري خلال حقبة من الزمن أدت إلى استقطاب عدد كبير من الأفراد وخاصة الشباب لاعتناق الفكر المتطرف الذي كان عنصرًا مؤثرًا في أحداث الرواية.

من أجواء رواية «قرية الزومبي»

قدرة عجيبة عىل إقناع الآخر وســلب إرادتــه يمتلكها معظم أعضاء جماعة الســمع والطاعة، وبالطبع الأستاذ فاروق واحد منهم، فقد استطاع بقدراته التي يمتلكها على سلب إرادة الآخر من خلال الكلام المعسول الممتزج بالأحاديث النبوية الشريفة والآيــات القرآنية أن يقنــع فاطمة باعتناق مبــادئ الجماعة، والدفــاع عنها بدمها وروحها، وبمرور الوقت ارتوى جســد فاطمة وعقلها بمبادئ الجماعة، وأضحت فاطمة تستنشق تلك المبادئ في هواء الشــهيق والزفير الذي يدخل ويخرج من أنفها أو فمها في كل لحظة وثانية.

وصــل الحـال بفاطمة إلى أن الحلــم الأكبر بتحقيــق الخلافة الإسلامية أصبح مسيطرًا على كل جوارحها وأحاسيسها، ســواء في أوقات اســتيقاظها أو حتى في منامهــا، أصبح من ضمن الواجبات المقدســة الملكف بها فاطمة وباقي الأخوات في الجماعة تجنيد وضم العديد من فتيات القرية؛ لاعتناق مبادئ جماعة الســمع والطاعة، ولما لا؟ وكل الظروف مواتية لذلك، وأرض خصبة لجذب المزيد والمزيد من الأعضاء للجماعة.

فالظروف الاقتصادية صعبة على كل أهل القرية، ويتجلى ذلك في أن هناك أسر تجمع فتــات الطعام من براميل وأكوام الزبالة لتطعم أبنائها، علاوة على أن الغالبية من شباب وفتيات القرية عاطل عن العمل، ويحتاجون لبصيص من النور؛ لإيجاد وظيفة تطعم أفواههم الجائعــة، وتلبي متطلباتهم اليومية، وتصبح ســبيل لجني قوت يومهم، والحصول عــى رزقهم.

إضافة إلى ذلك فهناك المصالح الحكومية التي تعج بالموظفين المرتشــيين، الذين لا يتوارون خجلًا في طلب القهوة الرشوة حتى يقومون بإنهاء أعمال ومصالح الناس.

 إذن هناك فقر وبطالة وفســاد ورشوة منتشرة في مجتمع القرية القروي البســيط، وفي المقابل هناك جماعة تحمل الخير للناس، وتوزع على أهالي القرية الزيت والســكر والمكرونة والصابون بدون مقابل، وتقيم العديــد من الحفلات؛ لتكريم أهل القرية من الشــباب المتفوقين والنابغين في كل المجالات وكبار السن المتقاعدين، كل ذلك رسخ وولد شعور قوي لدى أهل القرية الذيــن أصبحوا يــرون في الجماعة الخلاص وبصيص النور والأمل لغد مشرق..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى