
الكتاب: كانت عذراء
المؤلف: محمود زيدان
عدد الصفحات: 74
المقاس: 20×14
«كانت عذراء» مجموعة قصصية للكاتب الصحفي محمود زيدان، تُجسد المجموعة أوجاع الصعيد، وذلك عن طريق سرد جنوبي على لسان الراوي من خلال محاكاة تمزج بين الواقع والفنتازيا التي تستمد صورها من المخزون الإبداعي الصعيدي، الذي يجرى كماء النيل إلى الشمال بخلطة تحمل العادات والتقاليد الصعيدية بأسلوب حداثي لا يغفل المدرسة الكلاسيكية في السرد.
تطور القرية في «كانت عذراء»
يحمل عنوان المجموعة «كانت عذراء» دلالة الرمز الذي ينطوى على قراءة ميتافيزيقية للحياة الجنوبية وما طرأ عليها من تغيرات إبان العقود الثلاثة الأخيرة، في ملحمة يبرز فيها مثلث المرأة والوطن، القرية والذات التي تتمحور حولها قصص المجموعة الخمسة عشر. حيث تتميز قصص محمود زيدان بالواقعية والتنوع في مواضيعها وثراء مضامينها وكذلك أفكارها العميقة.
وقد ترتفع فى كثير من الأحيان إلى مستوى المأساة لتلامس الجرح الكبير بلغة فنية رشيقة راقية وسرد قصصي مشوق، وتدور الكثير من قصصه حول الفقر والتشرد والشقاء والحرمان والحزن والاغتراب الإنساني.
وتتناول قصص الكاتب قضايا متنوعة ما بين الاجتماعية والإنسانية والذاتية وتدور أغلب أحداثها بالقرية المصرية؛ حيث ينقل فيها الكاتب تفاصيل حياة الناس هناك والآمال والآلام التى يعيشها أهل الصعيد من الفقر والحرمان والتشرد ويكشف خلالها عن قضايا مثل الثأر والبخل والخوف وغيرها.
يقول المؤلف في قصة (درب الجناين)
«درب الجناين.. ذلك الطريق المهلك المميت، الذي تناقل أهل القرية عنه حكايات الجن والعفاريت منذ أن اشترى الخواجة «وليم» الجنينة الكبيرة، واضطر تحت ضغوط من الأهالي إلى فتح طريق لهم جعله مغلقًا من الجانبين، حيث أنشأ سورين على كل جانب يرتفعان أكثر من 4 أمتار، وينتهيان بأشواك السنط والنخيل وقطع الزجاج المكسور لكي لا يفكر أي لص في تسلُّق السور مهما بلغ من مهارة أو قوة، وقد كان الطريق يضم المتسكعين ليلًا من الحشاشين والسكارى، بينما يقوم قصاصو الحمير بممارسة أعمالهم به في ساعات النهار كل يوم خميس بعيدًا عن سوق القرية الذي كان يُقام في ذلك التوقيت.
لم أكن أنا وشقيقاتي من البنات نمشي فى ذلك الطريق أبدًا، وذلك لمِا سمعناه من أهوال تعرّضن لها بنات القرية أو نساؤها من المجرمين، فا تستطيع الذاكرة نسيان حكاية «جواهر» التي اضطرت إلى الهروب من زوجها بسبب تهديده بقتلها بعد أن علم أنها تحدثت إلى أهلها رغم تحذيره لها بمقاطعتهم وسلكت «درب الجناين» نهارًا، إلا أن أحد أبناء الحرام هجم عليها في وسط الطريق واغتصبها وكتم أنفاسها ولاذ بالفرار تاركًا طفلها الرضيع بجوارها حتى وجده الناس، ولم يعرف أحد هوية القاتل حتى اليوم.
وحتى الرجال لم يسلموا من ذلك الطريق، فقد حكت لي عمتي «زهرة» أن «إسماعيل» الابن الأكبر لجارنا «إبراهيم» مات من «الخلعة» بعد أن ظهر له «صن الحرجة» وطالبه بتسلق سور الجنينة لكي يحضر له مابس قاتله وأدوات الجريمة المدفونة ل هناك لكي تظهر الحقيقة، إلا أن «إسماعيل» الذي كان عائدًا حينها..».