صدر حديثا
كواليس الإذاعة العراقية في «الرواق الطويل»
الإصدار الرابع لمشروع الأعمال الكاملة للروائي الكبير «أحمد خلف»

صدر حديثًا كتاب «الرواق الطويل» الذي يصدر طبعته الجديدة المتميزة عن «دار النخبة» ضمن الأعمال الكاملة للروائي العراقي الكبير أحمد خلف والتي تتضمن 10 إصدارات متنوعة مابين الرواية والمجموعة القصصية والمقالات الثقافية.
يعتبر القاص والروائي أحمد خلف واحدًا من أهم الكُتّاب في العراق، لما يتمتع به من ميزات لا سيما السرد الجميل الذي تتضمنه قصصه أو رواياته.
في هذا الكتاب عكف الروائي أحمد خلف في استرجاع ذكرياته وسردها، وكتابتها بين سنتي 2003 – 2006 في نصوص متنوعة، تناولت العديد من القضايا الأدبية في الساحة الثقافية العراقية، منذ ستينيات القرن الماضي حتى سنة 2006، صاغها بأسلوب مشوق جميل، يلبي حاجة القارئ، ويحثه على متابعة قراءة الكتاب من الصفحة الأولى إلى الأخيرة.

«الرواق الطويل» في إذاعة بغداد
اختار الروائي للكتاب عنوان إحدى نصوصه «الرواق الطويل» ويقصد به رواق إذاعة بغداد في مطلع سنة 1969 حيث الكثير من الغرف المتقابلة، التي تشكل جدار الرواق، وهي غرف كانت حصنًا للتسجيلات الأدبية والبرامج والمقابلات الإذاعية، لعدد كبير من رواد النهضة الثقافية العراقية والشعرية مثل: الناقد محمد مبارك، والشاعر حميد الخاقاني، والناقد عبد الجبار عباس، وغيرهم من الأعلام العراقية الذين استطاعوا بجهدهم وثقافتهم وحبهم للعمل، أن يحولوا الإذاعة إلى ورشة عمل ثقافي، تتسع يومًا بعد يوم. فأغنوا الإذاعة برؤيتهم الحيوية لتسجيلات تجسد تاريخ العراق الثقافي والوطني عبر مراحلهما المختلفة.
غير أن هذا الكنز الكبير مع الأسف ضاع وسرق بعد الذي حدث في 9/4 /2003 وهنا يقف المؤلف بحسرة وألم ليروي ما حدث.
أما أول النصوص التي وردت في بداية الكتاب جاءت بعنوان (أخبار البلاد) حيث نرى المؤلف ينحى منحى (ابن المقفع) في كتابه كليلة ودمنة. فعبر حديثه عن الأسطورة البابلية يطرح فكرة سياسية يبين فيها الأذى الذي لحق بالعراقيين من ذوي الدخل المتوسط والفقراء، جراء سطوة الحاكم الذي رمز إليه بآلهة مستبدة.
نصائح لكُتاب القصة من الشباب
في نص آخر يحمل عنوان (المشهد اليومي) يتوجه فيه بالحديث إلى كافة المثقفين وكتاب القصة المهتمين بالأحداث التي وقعت خلال وبعد 9/ 4 / 2003 أن لا يرصدوا الحدث بصورة أحادية كما يقول: «فالمشهد العراقي يبقى ناقصًا ما لم يستكمل شرطه الموضوعي في الدلالة الاجتماعية والنفسية أيضًا… إذ لا يمكن تجاوز ما في زمن الطغيان الفردي والسلطوي، كما لا يجوز لنا اعتبار ما تركه وسيتركه الاحتلال من آثار بليغة».
تضمن الكتاب نصوصًا أخرى يتحدث فيها عن تجربته في كتابة القصة القصيرة مقدمًا النصائح للناشئين الشباب.
ومن النصوص الأخرى (شارع أبي نواس وفتنة التجمعات الأدبية) ذلك الشارع الذي يمتلك خصوصية متميزة عند كل أدباء العراق الذين شربوا من كأس أبي نواس وقرأوا شعره.