
الكتاب: للسعادة وجه آخر (رواية)
المؤلف: رانيا بيومي
عدد الصفحات:
المقاس: 20×14
تناقش رواية «للسعادة وجه آخر» رحلة البطلة (أمل) بنت عم سعيد الموظف البسيط بالإسكندرية، من حي محرم بك إلى القاهرة وكيف التحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟
كيف تفوقت في دراستها الجامعية بصورة مكنتها من الالتحاق بالعمل في أحد مكاتب الأمم المتحدة بالقاهرة، انتقلت للعمل بمكتب تنسيق الشئون الإنسانية بدولة (ملاوي) جنوب شرق إفريقيا، وواجهت مشكلات متعددة في التعامل مع البيئة الطبيعية، والاضطرابات السياسية التي تملأ البلاد..
صراعات نفسية في للسعادة وجه آخر
حالت الصراعات العرقية في رواية «للسعادة وجه آخر» بين البطلة و تأدية واجبها إلى الحد الذي دفع المنظمة إلى ترحيل موظفيها إلى بلادهم والاكتفاء بتلقي تقاريرهم عبر الإنترنت، جاءت المفارقة الغريبة في حياتها العملية حين تم قبولها في وظيفة ذات مستوى رفيع في المقر الرئيسي للمنظمة بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عانت من صعوبة النقلة النوعية المفاجئة، لاسيما وأن مشاكلها الأسرية قد تفاقمت بمرض والدها..
عندها بدأت تشعر بمرور قطار العمر أمامها دون أن تفكر جديًا في الزواج وبناء أسرة، فكثرة السفر لم تسمح لها بالارتباط العاطفي، وحتى (سراج) زميلها في المنظمة الذي كان قريبًا منها لم يصارحها يومًا برغبته في الزواج منها.
وبقي السؤال هل ستبقي دون زواج، أم تفاتح زميلها في رغبتها بالارتباط به؟.. صراعات نفسية عاشتها بطلة القصة، قدمتها لنا الروائية بكلمات بسيطة عميقة المعاني.
كواليس الجماعات الإرهابية في سوريا
تكلف أمل بطلة الرواية بتوصيل معونات إنسانية إلى سوريا، وهناك تقوم الجماعات المسلحة باختطافها، وتشرح لنا الكاتبه أسلوب هذه التنظيمات، وكيفية إدارتهم للمناطق التي يسيطرون عليها، ورؤيتهم لباقي افراد المجتمع حيث يعتقدون انهم كفار لا يجب التعامل معهم، بل انهم يقومون بتعليم أبنائهم الدين من منظور التنظيم، دون الأخذ في الاعتبار ما ورد في الكتب التي وضعها كبار علماء الدين، ولم تنس الكاتبة أن توضح لنا مشاعر أهل العاملين بهذه المنظمات حين يتعرض أولادهم للخطف، كما نقلت لنا الحياة اليومية لللاجئين داخل المخيمات .
ولعلها المرة الأولي التي تنقل لنا فيها مؤلفة رواية «للسعادة وجه آخر» صورة عن معاناة العاملين بالمنظمات الدولية، سواء في حياتهم الشخصية أو حين يكلفون بنقل المعونات الإنسانية لمناطق النزاعات المسلحة، لتؤكد لنا أن وفرة المال والمباني الشاهقة والسيارات الفاخرة ليست عنوانًا للسعادة الإنسانية، وأنه لا فرق بين من يعانون شدة الفقر وأولئك الذين يتمتعون بسعة العيش.. فلكل مشاكله التي تؤرق عليه حياته.