صدر حديثا

لماذا أصبح «الإرهاب» جديدًا؟

رؤية تحليلية نقدية وسرد مفصَّل للتحولات في التنظيمات المتطرفة

صدر مؤخرًا عن دار النخبة كتاب «الإرهاب الجديد» رؤية نظرية مع تطبيقات على بعض التنظيمات الإرهابية المعاصرة، تأليف الدكتور خالد كاظم أبو دوح، أستاذ علم الاجتماع المشارك – جامعة سوهاج.

يناقش الكتاب بعض الأفكار المرتبطة بمسألة الإرهاب الجديد، ويقدم رؤية تحليلية نقدية لمجمل هذه الأفكار، ويسرد بشكل مفصَّل أهم التحولات التي طرأت على الإرهاب المعاصر، وخلقت منه شكلًا جديدًا للإرهاب.

يتناول الكاتب أيضًا بعض القضايا الهامة المرتبطة بالإرهاب الجديد، مثال طبيعة العلاقات الطفيلية بين الإرهاب والإعلام، وتقديم تحليل لفكرة تجنيد النساء، أو انضمام النساء للتنظيمات الإرهابية في تحول خطير، في طبيعة فكرة التجنيد لدي التنظيمات الإرهابية، خاصة فيما يتصل باستخدام النساء كمقاتلات، وتنفذن بعض العمليات والممارسات الإرهابية.

 

تطبيقات على التنظيمات الإرهابية

ويقدم الكتاب تطبيقات على بعض الحركات الإرهابية المعاصرة، مثال داعش، كما يناقش في الجزء الثاني منه بعض القضايا المرتبطة بتطور جماعات الإسلام السياسي في مصر، خاصة مع بدايات ثورة 25 يناير، إلى ما بعد ثورة 30 يونية، وكيف انتهى الحال ببعض تنظيمات الإسلام السياسي في مصر، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، إلى بث العنف والإرهاب في المجتمع المصري، والدخول في صراع ونزاعات دموية سواء مع الدولة أو مع المجتمع.

د. خالد أبو دوح يوضح في المقدمة: «أن مجمل ما جاء في الكتاب من أفكار، هو حصاد فترة عملي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، انتبهت خلالها لعدد من المفاهيم والقضايا، التي هي بالأساس عقيدة الجامعة وبؤرة اهتمامها، مثال مفهوم الأمن بمعناه الشامل، ومفاهيم الإرهاب والعنف والتطرف، وعدد كبير من القضايا والمشكلات التي لها صلة مباشرة بالأمن وبالأجهزة الأمنية».

يقول الكاتب: «منذ نشأة العمران البشري، يعتبر الإرهاب أحد التحديات الخطيرة التي يجب مواجهتها، لأنه تهديد مباشر لحياة الإنسان وما يصنعه من عمران وحضارة، كما أن مخاطر الإرهاب والتهديدات التي تنتج عنه، لا تقتصر على دولة دون باقي الدول، إلا أن الإرهاب في وقتنا الراهن يزداد خطورة، نظرًا لأن هناك تحوّل نوعي في بنية الإرهاب وأهدافه واستراتيجياته.

 

اندماج الإرهاب الجهادي والجريمة المنظمة

كما أن الإرهاب الجديد يخفي اندماج بين ما يسمى الإرهاب الجهادي والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية. ولذلك يعتبر الإرهاب الجديد نوعًا مستحدثًا من الإرهاب، ويرتبط بعدد من الخصائص الجديدة في معظم جوانبه؛ مثال البنية التنظيمية، التمويل، التجنيد والتوظيف، التدريب، الدوافع، والاستراتيجيات والأساليب والتكنيكات والأهداف.

ويشكل الإرهاب الجديد، والجهادية المعولمة في القرن الحادي والعشرين، تهديدًا غير مسبوق للحضارة الإنسانية المعاصرة، فهو إرهاب لا يعترف بالحدود الوطنية، ويطمس الفواصل بين السلوك العدواني والدفاعي، والحرب والسلام، وكذلك بين الأعمال الإجرامية والجرائم السياسية.

ومسألة ما إذا كان الإرهاب المعاصر، ينبغي أن يكون عنوانه «الإرهاب الجديد»، هي مسألة ما زالت موضع خلاف بين الباحثين، إضافة إلى أنها أثارت مزيدًا من المناقشات العلمية والتدخلات الحكومية، وعلى الرغم من أن هذا التحول في التسمية لا يزال موضع نقاش، إلا أن هناك عديد من المبررات التي تدعم هذه التسمية الجديدة.

فالإرهاب منذ القدم له بنية محكمة، ويطور نفسه لمحاصرة ما يعترض أهدافه من تحديات، وينوع أرديته وصوره، ويبدل أقنعته، وفي الوقت الراهن تساعده في ذلك، تحولات التكنولوجيا، والتي سبق وأن وضحت كثير من الدراسات توحشها، واعتبرت التكنولوجيا الحديثة تخلق منظومة من العلاقات المنفصلة عن الطبيعة وعن الطبيعي في الإنسان.

وعلى هذا فإن إحدى التحديات التي تواجه البشرية مع الإرهاب الجديد، تتمثل في (التكنيك) وليس الإرهاب في حد ذاته، بمعنى المشهد الموسع للعنف في ظل تسييل العنف، وهو تكنيك يعتمد عليه الإرهاب الجديد».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى