إبداع

ما الحب إلا للكتاب الأولِ!

يعد المبدع الأيام والساعات وهو ينتظر خروج مولوده من المطبعة

أسعد العزوني
Latest posts by أسعد العزوني (see all)

تحت عنوان «بهجة الكتاب الأول» كتب أسعد العزوني مقاله المنشور على موقع جريدة «الثقافة» الجزائرية متناولًا فيه أهمية الكتاب الأول في حياة المبدع .

وجاء في المقال:

للكتاب الأول بهجة فائقة وكبيرة ربما تفوق بهجة الأم وهي ترسل إبنها البكر إلى المدرسة في يومه الأول، أو تفوق موعد الحب الأول في حياة الشاب أو الشابة، وربما يفوق أمورًا كثيرة يصعب حصرها، وتحتل الرقم 1 في حياة الإنسان ذكرًا كان أو أنثى.

يغمر الترقب حياة المبدع وهو يعد لكتابه الأول، وتبدأ دقات قلبه بالتسارع حين يدفعه إلى المطبعة، بعد أن يحوز على رضا ناقد مبدع رآى في مهمته رافعة قوية لدعم المبدعين وخاصة الشباب منهم، وربما حصل أيضًا على كلمة مديح أو إطراء من أديب يرى أن الكون يمكن أن ينجب مبدعًا غيره أيضًا.

يترقب المبدع صدور الكتاب الأول

يعد المبدع الأيام والساعات وهو ينتظر خروج كتابه الأول من المطبعة، وربما يتصل عشرات المرات مع دار النشر أو المطبعة، للإستفسار عن كتابه وأين وصل ومتى سيتسلمه وهكذا، إذ لا يعلم البعض مدى لهفة المبدع وتلهفه لرؤية كتابه الأول وتقليبه من جديد، بهيئته الجديدة ككتاب رسمي مُعترف به من قبل الجهات المعنية، ويحمل صورته وجزءًا من سيرة حياته، وربما إعلانًا عن كتبه الجاهزة للطباعة.

بعد تسلمه مجموعة النسخ الخاصة به، يحول المبدع بيته إلى صالة أفراح، وإن كان متزوجًا وتدعمه زوجته، تكون الفرحة فرحتين لأنها هي الأخرى ستفرح له ومعه وبه، وتعلن هي الأخرى حالة الطواريء وتبدأ بالاتصال بصديقاتها أولًا تخبرهن عن المولود الجديد، الذي لم تنجبه هي لكنها أسهمت في إنجابه وأنجبه زوجها، كما أنها تتصل بأهلها وربما بأقاربها، وتبدأ معه في حال التفاهم التام، في ترتيب موعد للإشهار، وإعداد قائمة المدعوين، وإختيار من سيقدم الكاتب والكتاب.

يمنح الكتاب الأول صاحبه مكانة جديدة في المجتمع، ويكون بمثابة جواز سفر يقتحم به الحدود التي كانت محرمة عليه في السابق، ويشد العزم على إصدار الكتاب الثاني والثالث في حال كان متمكنًا ماليًا، لكنه في نهاية المطاف وبعد أن يكتشف أن عالمنا العربي طارد للإبداع، يندم على الساعة التي قرأ فيها كلمة أو خط فيها جملة أو أصدر كتابًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى