إبداع

ما لا تعرفه عن حقيقة رواية «القبض على سلمى»

أحد الأبطال هو أنا بشخصي بعيدًا عن حقيقة اسمي

براء الشامي
Latest posts by براء الشامي (see all)
جاءت فكرة كتابة رواية «القبض على سلمى» من قصة واقعية حدثت معي عندما كنتُ في الخدمة الإلزامية بسلك الشرطة، وعند الساعة الحادية عشرة ليلًا نودي لاجتماع طارئ وعاجل..
أخبرنا من خلاله المساعد أول المناوب آنذاك أن هناك فتاة تدعى سلمى، جاءنا أمر بالذهاب إلى قريتها في الجبل والقبض عليها..
ذهبنا مباشرة مسلّحين بالبنادق وركبنا سيارة السريّة التي نخدم فيها وكنا نحو عشرين عنصرًا..
في قلب المحافظة كانت تنتظرنا عجوز باكية ومعها النقيب قائد سريّتنا يقف إلى جانبها وهي جالسة..
ركبَت معنا العجوز في السيارة، ومنها فهمنا أن سلمى تلك بنت فائقة الجمال عمرها 17 سنة، يقتتل أهل القرية من أقارب وغيرهم عليها وهي سعيدة بذلك مغرورة.. وقد مات فداءً لها غير رجل.
أعطتنا المرأة العجوز مواصفات سلمى، حتى إذا وصلنا منزلها أعلى الجبل، أمرني النقيب ومعي عنصر آخر تسوّر البيت وفتح بابه، وبعد فتح الباب حيث كانت الساعة تزيد عن الواحدة ليلًا، دخل إلى البيت نحو 6 عناصر منهم أنا وأخذنا نفتش عن سلمى في الغرف متسللين..
أوامر النقيب كانت إذا وجدنا أي بنتٍ تطابق المواصفات في العمر نُخرجها فورًا للعجوز حتى تتعرف عليها.
وبعد جولة في البيت الذي كان مؤلفًا من طابق ذي أربع غرف ومطبخ وسطح وهو ما يعرف في بلادنا (بيت عربي) لم نجد سلمى بل وجدنا أختيها ووالديها وبضع أطفال صغار بكوا بكاء شديدًا من رهبة الجنود المسلحين المتسللين.
عندها أمر النقيب بعودتنا إلى السريّة وانتهى كل شيء وتم تكليف فرع الأمن الجنائي بالمتابعة والتحقيق.
وجميعنا لا علم لهُ بعد ذلك بما حل بسلمى حيث كانت المسألة سريّة للغاية لما وصلت إليه من جرائم قتل..

دافع كتابة «القبض على سلمى»

ولأن هذا الحدث عشش في داخلي طويلًا ولأنني كنت أرويه في كل حين وحين لكل من ألتقي بهم وفي أي البلاد، بدأ يتفجر في داخلي دافع لكتابة رواية القبض على سلمى..
وللعلم فإنَّ أحد أبطال الرواية هو أنا بشخصي بعيدًا عن حقيقة اسمي، أضف إلى أن اسم سلمى والنقيب والمساعد حقيقي.
وسرحتُ في خيالي وبدأتُ أكتب من رأسي فصول ما يمكن حدوثهُ معتمدًا إلى حد كبير على المشاهد الدرامية، ولم أتبع أسلوب أي روائي ولم أسع للتقليد في السرد ولا التشويق.
ورد في الرواية ما سميته بـ (فلاش) وهو منعطف مشوق يفصل القارئ عن الحدث ثم يعود به توّاقًا.
وأحببت من خلال هذا العمل أن أستهدف شريحة الشباب من العاشقين ليتعرفوا من خلاله على جوانب الحذر والحظر وجوانب الوفاء والعطاء.. وأن كل ذلك في الحب كامن ولكنه يحتاج إلى تعقل وحكمة.
ولي طموحان في هذا الرواية:
الأول: أن يتم تجسيدها في مسلسل بسيناريو متقن.
الثاني: أن ألتقي يومًا ما ببطلة الرواية الحقيقية سلمى وأهديها نسخة منها، فما أعتقدهُ أنها في عمر 45 سنة حتى تاريخ تحرير هذا النص.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى