مثقف ليبي: لو تحبون الأهرامات.. حافظوا على مصر
الكاتب جابر نور سلطان يحذّر المصريين من واقع تجربته المريرة

قال الكاتب الليبي جابر نور سلطان، مدير تحرير مجلة الثقافة العربية في تصريحاته التي نُشرت عام 2015: يبدو أن نفرًا ليس قليلًا من النخب المصرية يصر على خوض التجارب المريرة المهلكة التي تعصف بأوطان بأسرها.
يبدو أنهم لا يودون استيعاب الدرس إلا من خلال الانغماس في المستنقع ذاته حتى يتبين لهم حجم الفاجعة والكارثة.
الإنجاز الوطني بدعم الجيش المصري
وأضاف «سلطان» في التصريح المنشور في «البوابة نيوز»: للذين لا يدركون عن قصد أو غير قصد حقيقة الإنجاز الوطني والقومي الذي تمّ بإرادة ملايين المصريين مدعومين بجيشهم العظيم، أدعوهم إلى التقاط ذلك الكتاب الذي يباع على أرصفة القاهرة؛ الكتاب الذي يحوي مذكرات ومشاهدات وزيرة الخارجية الأمريكية إبان فترة ما عرف بالربيع العربي، بل هي صاحبة هذا المسمى، وهي من قالت على الرئيس مبارك أن يتنحى الآن.
تعترف الوزيرة الأمريكية أن الصدمة الكبرى التي وقعت لحكومتها ولم تكن في الحسبان، هو زلزال 30 يونيو الذي قلب الطاولة وعكس المعادلة ونسف كل الترتيبات التي كانت تسير على ما يرام، معترفةً بأن السيسي والجيش المصري أفسد على الأمريكان والإخوان المشروع المتفق عليه مسبقا.
جابر نور سلطان يروي تجربته المريرة
وتابع «سلطان»: أقول للنخب المصرية من واقع تجربة أنا وأسرتي أحد ضحاياها. تجربة مريرة. ليست تجربة بل واقع إن حجم المؤامرة التي أحيكت خيوطها بخبث ودهاء وحقد لم يعد بحاجة إلى تخيل أو تصور.
على بعد أقل من 50 كم بإمكانكم أن تتابعوا الفوضى في بلدي ليبيا، حيث فوضى القتل والتعذيب والتدمير والانتهاكات والتهجير والنزوح وغلق المدارس والجامعات وقطع الرءوس في وضح النهار.
وأكمل جابر نور سلطان: إن دعم النخب المصرية للجيش ليس منة منها ولا تفضلًا بل هو واجب وطني مصيري.
يعود نفعه أولًا على هذه النخب التي لو سيطر الظلاميون الحاقدون سيصبحون في مرماهم وسيطاردونهم ثم يفصلون رءوسهم عن أجسادهم لمجرد الاختلاف مهم.
هذا ما حدث مع رفاقي وزملائي الصحافيين والناشطين. وإن دعم النخب المصرية للجيش هو فرض عين يجب أن يمارسه كل مثقف واع منتم.
الجيش ينهض بمسئولية تاريخية في الدفاع عن مصر عن مصير الأمة المصرية المستهدف لأول مرة منذ عصور سحيقة.كل منجز أنجزه المصريون عبر تاريخهم مهدد ومستهدف كل شيء دون استثناء.
نصيحة للمثقفين المصريين
إذا كنتم تحبون النيل وتريدونه أن يبقى رمزًا للمحبة وللبهجة وللفرح ولا يغدو مسابح لدم الأبرياء كما حدث في ليبيا وسوريا والعراق. فادعموا جيشكم في معركته كي يظل النيل كما أحبه الكببر محمود حسن إسماعيل.
وواصل «سلطان»: إذا كنتم تحبون الأهرامات وتريدونها أن تبقى رموزًا شامخة للحضارة الإنسانية وملتقى للبشرية جمعاء فادعموا جيش مصر حتى لا تصبح تلك الأهرامات هشيمًا ودمارًا كما حدث لآثار ليبيا وآثار سوريا والعراق. كي لا تغدو ساحة الأهرامات مثل ساحات تدمر وآشور ادعموا جيشكم وآزروه بكل ما تملكون.
وإذا كنتم حريصين على الوحدة الوطنية وعلى عناق الهلال والصليب وكي لا تغرق مصر لا قدر الله في حرب أهلية كتلكم التي تعصف بليبيا وسوريا والعراق. وكي لا تقطع رءوس إخوانكم في الوطن شركاؤكم في الطين من المسيحيين ادعموا جيشكم وآزروه.
كلمات صادقة من وجدان أديب ليبي
وختم سلطان بقوله: قد تكون كلماتي قاسية وموجعة لكنها صادقة صادرة من وجدان أديب وصحافي ليبي عانى ولا يزال يعاني من سطوة الإرهاب ومن فوضى المسلحين من التآمر على الجيش.
كما فعل بريمر أول من اقتحم بغداد بمعاونة العملاء فحلّ جيش العراق والشيء نفسه ولكن بسيناريو آخر تمً توريط الجيش السوري.
أفيقوا أيها المثقفون المصريون تحالفوا مع جيشكم كونوا سندًا له في حرب ضروس تستهدف الأمة المصرية جمعاء وستكونون أنتم في طليعة الضحايا.
تستهدف الدين والتاريخ والحضارة والرموز والفنون كل شيء مستهدف من الظلاميين. كي لا يهجر المصريون كي لا تتحول الساحات والميادين إلى مسابح للدماء كي لا تهدم المؤسسات كي لا تنتهك الأعراض كي لا تتضاعف معاناة الشعب المصري وكي تتجاوزوا محنتكم كونوا مع جيشكم بأقلامكم رحمكم الله وسدد خطاكم وهذا أضعف الإيمان