
صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «مخطوطات رقمية» للروائي والشاعر والناقد العراقي ذياب شاهين.
«مخطوطات رقمية» هو الكتاب النقدي السادس للمؤلف بعد مجموعة من الإصدارات، وهي التلقي والنص الشعري، وكتاب جماليات الشعر والنثر وكتاب الشجرة اللامعة وكتابين عن الشعر الإماراتي.
يتكون الكتاب من فصلين، والفصل الأول يتكون من بابين الأول يهتم بجانب نظري وفكري حول الكتابة الشعرية وتطورها،
وهي رؤية شخصية استخلصها المؤلف ممّا اكتسبه من قراءاته وممارسته للعملية الإبداعية الشعرية.
اختيار اسم مخطوطات رقمية
وعن اختياره لاسم الكتاب يقول «شاهين»: «لا بدَّ من الإقرار أنني حينَما اخترتُ العنوانَ أردتهُ أن يكونَ مغايراً للسائدِ، ويثيرُ نوعاً من الفضول لدى المتلقي لمعرفة مغزاه،
جميعنا يعرف أن المخطوطة في القديم تخط باليد لكي يتم الاحتفاظ بها وينسخ عليها نسخا وتوزع على المكتبات والقرّاء،
ونعرف أيضاً، أن الكاتب يصرف جهدًا جبارًا كي يستكمل مخطوطة كتابه حتى تصل درجة التمام ومقتربة من الكمال الذي ينشده لكتابه ويقرر دفعها للمطبعة».
ويضيف المؤلف: «في بداية دخولي لعالم الأدب في منتصف التسعينات كنت أكتب على دفاتر أشتريها من السوق أو على أوراق بيضاء، حتى صارت الأوراق والمسودات كثيرة جداً،
وهذا بسبب طبيعة العملية الابداعية وتعقيداتها ، والمبدعون يعرفون حقيقة العملية الإبداعية حيث أن استكمال النص يتطلب جهدا وأنه (أي النص) ستحصل عليه تغييرات كثيرة،
أهمية المسودات في العمل الإبداعي
وسوف تصاحب العملية وجود الكثير من المسودات التي يخلفها الكاتب نتيجة لعمليات التصحيح وإعادة الكتابة والشطب وغيرها من أجل انجاز مخطوطته،
ولا شكَّ أنَّ وجودَ المسودات الخاصة بعملٍ أدبي معيّن تفيد الباحثين لمعرفة مراحل عملية انجاز النص».
يقول ذياب شاهين: «ما وددتُ قولَهُ أنَّ المسودّاتِ الإبداعيةِّ وبعدَ دخولِ تقنيةِ الكومبيوتر اختفتْ، فقد بُتنا نستخدمُ برنامجَ الوورد المعروف والمشهور في كتابةِ نصوصِنا الإبداعيِّةِ من شعرٍ وروي وسردٍ ونقدٍ مباشرةً على الكومبيوتر،
ونقومُ بعمليةِ التصحيحِ وإعادةِ كتابةِ الجملِ ومسحِ القديمِ مباشرةً وبالتالي فمنْ يقرأ المَخطوطةَ المنضَّدةَ على جهازِ الكومبيوتر لا يعرِفُ مراحلَ تطورِها.
وبالتالي فقدْنا معلوماتٍ غالية ًتنطوي عليها عمليةُ الخلقِ النصيّة من خلالِ قراءةِ المسودّاتِ ما قبلِ النسخةِ المكتملةِ والمعدَّة للنشرِ،
وبهذا الفهمِ اخترتُ عنوانَ هذا الكتاب فهو للتذكيرِ باختفاء المسوداتِ التي أوصلتْ المخطوطة للنسخةِ المكتملة،
وأسميتُ أجزاءَ الكتابَ بالمخطوطاتِ الرقميَّةِ على افتراضِ أنَّها بسببِ التقنيةِ الرقميَّة الحديثةِ قدْ ولدتْ مكتملةً،
وكذلكَ قلتُ عنها إنها مخطوطاتٌ رقميةٌ على أساسِ ألا وجودَ لمخطوطاتٍ ورقيّة يُمكنُ الرجوعُ إليها فقد اختفتْ وليسَ لدينا سوى هذه النسخةِ المصوّبةِ والمحررة والمنضدةِ على جهاز الكومبيوتر..»