مدفع الحاجة فاطمة.. إنطلاق بعد توقف
روايات تاريخية عن أول إطلاق تعود للعصر المملوكي ومحمد علي والخديوي إسماعيل

تعتبر مدينة القاهرة، أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان الذي توقف لمدة 30 عامًا ثم عاد للإنطلاق هذا العام عند موعد الإفطار.
وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على هذا التراث الأثري، وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة.
وهناك عدة روايات تاريخية لمدفع رمضان، فالأولى تعود إلى عام 865 هـ عندما أراد السلطان المملوكي خوشقدم، أن يجرب مدفعًا جديدًا عند غروب الشمس في شهر رمضان، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى موعد الإفطار، فخرج جموع أهالي القاهرة إلى مقر الحكم ليوجهوا الشكر للسلطان، الأمر الذي نال استحسان السلطان الذي قرر استمرار إطلاق المدفع بالإضافة إلى مدفع السحور والإمساك.
وذكرت رواية أخرى، إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الشعب أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأصدرت فرمانًا باستخدام المدفع عند الإفطار والإمساك وكذلك في الأعياد الرسمية، ومن هنا ارتبط اسمها باسم المدفع فأصبح اسمه «مدفع الحاجة فاطمة».
وأما الرواية الثالثة، تفيد بأن إطلاق مدفع رمضان يعود لعهد حكم محمد على باشا، حيث أراد تجربة أحد المدافع التي وصلت من ألمانيا، وتصادف ذلك في وقت المغرب بأول أيام رمضان، فظن الشعب أن الحكومة أرادت تنبيههم بموعد الإفطار، مما نال استحسانهم وبدأو يتحدثون عن المدفع، مما دفع محمد على لاستمرار التجربة طوال الشهر.
انتشرت فكرة مدفع رمضان بين الدول العربية، فبدأت تنتشر في الشام ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، ثم انتلقت إلى دول الخليج وكذلك اليمن والسودان و دول غرب أفريقيا ودول شرق أسيا.