«مذكرات امرأة في سلة المهملات».. أسرار وخبايا النفس
أتقنت فوز حمزة السرد لنتفاجئ بغير المتوقع من النهايات المدهشة

صدر حديثًا عن دار النخبة المجموعة القصصية «مذكرات امرأة في سلة المهملات» للروائية والشاعرة العراقية فوز حمزة.
تغوص الكاتبة في أسرار وخبايا النفس الإنسانية بمجموعة متنوعة من القصص التي يصل بينها خيط من المشاعر والأحاسيس الكامنة داخل أحداث أتقنت سردها لنتفاجئ فيها بغير المتوقع من النهايات المدهشة.
قصص أحكمت مؤلفتها البناء الدرامي بعناية في سياق الحدث وجزالة اللفظ وبراعة اختيار الكلمات. تجعل القارئ يجد نفسه في إحدى القصص أو بعضها وقد خرجت بما يعجز عن البوح به.
من قصة مذكرات «امرأة في سلة المهملات»
«وعلى غيرِ عادتهِ .. جاء شبيهي لهذهِ الليلةِ مبكراً .. فالأزماتِ التي تواجههُ تجبرهُ على التخفي أحياناً ريثما تهدأ الأمور .. قضى الليلةَ متحمساً .. مركزاً ذهنهِ في الوصولِ لاعمقِ نقطةٍ في الخلافِ .. كافحَ بعنفٍ وجاهدَ بصبٍر لإيجاد الحلول .. ولأنهُ كَانَ مؤمناً بأن الحياة من أجلِ أنْ تستمرَ .. لابدَ أن نقدمَ لشركائنا بعضَ التنازلات .. فرضخَ واستسلمَ ..
ومن أجل أن يُثبت حُسنَ النوايا .. سلّمَ عن قناعةٍ وإيمان زِمامَ القيادة .. ومع أذانِ الفجرِ وبينما كانَ يحاولُ أن يُزيلَ أثارَ فوضاهُ .. توصلَ إلى سّر الغضبُ المنزل فينا..
عندما فكرتُ في دخول عالم الكتابة .. لمْ أواجه صعوبة في ذلك .. فأحدُ أشباهي وكان كاتباً .. منحني أسرار هذا العالم .. علمني كيفَ أختار العنوان الذي يثيرُ فضولَ القارىء .. وأن أسبقَ الأحداث وأفترضُ الحلولَ لها .. وهذا سّرَ تفوقُ الكاتبِ في مجتمعهِ وأيضاً سّرَ غربتهِ..
لا أنكرُ أنّ الفوضى معهُ لها طعمٌ خاص .. ليس فقط لإنها فوضى خلاقة مبدعة .. بل لأنهُ كانَ حريصاً على ألّا يُغادرَ قبل أن يضعَ نقاطهُ على الحروفِ من أجلِ أنْ تتوضحَ الفكرة وتؤدي رسالتها.
حقاً .. كَانَ فنانٌاً صانعاً للجمالِ..
أحدُ العناوين الجريئة التي اخترتها .. أثارتْ أهتمام شبيهٌ مهم .. لكنْ بعد أن أثارتْ لديهِ أشياء أخرى..
كطيرِ الظلامِ .. يأتي تحتَ جُنحِ الليلِ ويغادرُ تحتَ الجُنح الآخر .. لا يتحدثُ كثيراً .. وحينَ سألتهُ مرة عن سببِ ذلك .. ردَّ: لقد بلعتُ صوتي .. لستُ متأكدة مما قال..»