
نظمت دار النخبة للنشر والتوزيع، ندوة مناقشة رواية «مطر نازف» لرائد أدب المقاومة الروائي الأردني محمد عوادين، وذلك بحضور الناقدة الدكتورة أميمة جادو، والكاتبة الروائية فاطمة يعقوب، حضر الندوة عدد من الكتاب والقراء وأصدقاء المؤلف من الجاليتين الفلسطينية والأردنية..
قدّم الندوة أسامة إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار النخبة ورحب بالروائي محمد عوادين في بلده الثاني مصر، وأشاد بإسهامه الأدبي في السرد الروائي مشيرًا إلى أعماله الروائية السابقة التي تتشكل بين الواقع المشبع بالمقاومة والنضال.
تأتي الندوة ضمن فعاليات دار النخبة والتي تتنوع بين الندوات الثقافية والأمسيات الفنية واللقاءات الفكرية التي تثري الساحة الثقافية وتعمل على تنمية الوعي والإدراك عند المتلقي.
الكتابة الملحمية في أدب المقاومة
قال الروائي محمد عوادين: «شكل في تكويني الثقافي والأدبي ترحالي وتنقلي في أكثر من دولة مما أثرى بداخلي حاسة الإبداع الملحّة للكتابة»، كما أضاف أنه بدأ مشوار الكتابة مؤخرًا حيث أنه أراد توثيق حياة عاشها بأسلوب سردي واقعي.
وأشار إلى اعتماده على عادات وتقاليد شاهدها في دول عربية وغربية تنقل بينها كثيرًا مرورًا بلبنان حيث دراسة الماجيستير حتى يوغسلافيا.
اعتمد «عوادين» على الوصف السردي حتى أنه يكاد يرسم الأشخاص على الورق بين السطور مستخدمًا الوصف الجمالي في التعبير، يقول مضيفًا: «توصلت إلى الكتابة الملحمية أدب المقاومة والنضال، وإن كانت معلوماتي قليلة عن المشاهد التي كتبت أحداثها في رواية «مطر نازف» فوجب علي تجميع أكبر قدر من المعلومات والصور التوثيقية للمقاومة فكان الدكتور (عز الدين مناصرة) خير دليل ومرشد؛ أمدَّني بمعلومات عن بطل روايتي وزودني ببعض المشاهد المسجَّلة عبر الفيديو.
توثيق سيرة ذاتية
وفي نفس السياق تناولت الدكتورة (أميمة جادو) مناقشة المؤلف في روايته قيد النقد والتحليل، حيث بدأت مستهل كلامها حول التحليل النقدي للرواية قائلة: «عبثية الحياة والموت في أدب المقاومة العربي «مطر نازف» لمحمد عوادين نموذجًا».
والرواية تنتمي لأدب المقاومة، وتعتبر توثيق لسيرة ذاتية للشهيد الأردني (زياد القاسم)، والذي ظل دمه ينزف ثلاثة أيام.
حتى قالت عجوز عنه كلمتها الشهيرة: «دمه أخضر» مما سمعها الشاعر الكبير (عز الدين المناصرة) فكتب قصيدته الشهيرة التي استلهمها منها:
كفناه بالأخضر.. كفناه بالأبيض.. كفناه بالأحمر.. (ويقصد العلم الأردني).
بعدها لحنت هذه القصيدة وغناها فنان عربي شهير أمام الآلاف..
وصف الشخصيات
وأشارت أميمة جادو أن الروائي اعتمد على الجانب النفسي في وصف الشخصيات، إضافة إلى إلمامه التام بعبقرية المكان ومن هذا المنطلق ممكن تصنيف رواية «مطر نازف» في أكثر من اتجاه جمع بين أدب المقاومة والرحلات والتاريخ؛ لتشكل الجو العام للرواية، فهي رواية مكان ويلعب العنصر المكاني فيها باقتدار، الرواية ممتعة حد الوجع والنزف والبكاء.. رواية يجب أن يقرأها كل شاب..
يُذكر أن رواية «مطر نازف» تقع في 151 ص. من القطع المتوسط، تدور الأحداث حول استشهاد المناضل زياد القاسم في بيروت، استخدم الروائي صوت الراوي العليم كأحد أساليب بناء العمل الروائي؛ فجسده بصوت صحافي شاهد على الأحداث ويرويها للقاريء.
تُصنف الرواية تحت مظلة أدب المقاومة الفلسطينية وتعتبر سيرة ذاتية حقيقية للمناضل زياد القاسم.