صدر حديثا

«معالجات تربوية»… الأسلوب الصحيح للتربية

كتاب يفتح الباب أمام المخطئ للعودة إلى الطريق السليم

صدر حديثًا عن دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع،كتاب «معالجات تربوية من السيرة النبوية»، للكاتب السعودي د. فهد بن منصور الدوسري، المدرب المعتمد في القيادة والمهارات الحياتية، والمشرف على القضايا التربوية.

يقع الكتاب في 140 صفحة من القطع الكبير، يضم 24 معالجة تربوية مستقاة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، متضمنة استدلالات مما ورد في الحديث الشريف.

 مقدمة «معالجات تربوية من السيرة النبوية»

يقول الكاتب د. فهد بن منصور الدوسري في المقدمة:

الخطأ من طبيعة البشر والإنسان معرض للوقوع فيه، والأسلوب الصحيح للتربية يفتح الباب أمام المخطئ للعودة إلى الطريق السليم، وفي هذا صلاح له لئلا يتمادى في خطئه، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وفي الحديث: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)، ووضوح هذه الحقيقة واستحضارها يضع الأمور في إطارها الصحيح، فلا يفترض المربي الناجح المثاليةَ أو العصمة في الأشخاص ثم يحاسبهم بناء عليها أو يحكم عليهم بالفشل إذا كبُر الخطأ أو تكرر، بل يعاملهم معاملة واقعية صادرة عن معرفة بطبيعة النفس البشرية المتأثرة بعوارض الجهل والغفلة والنقص والهوى والنسيان، وإدراك هذه الحقيقة فيه تذكير بضرورة معامله المخطئ بالرحمة أكثر من معاملته بالقسوة؛ لأن المقصود هو الاستصلاح لا المعاقبة.

التوجيه والنصح

لكن لا يعني هذا أن نترك المخطئين بلا توجيهٍ ونصحٍ ونعتذر لهم بأنهم بشر أو أنهم مراهقون أو أن عصرهم مليء بالفتن والمغريات وغير ذلك من التبريرات، بل ينبغي الإنكار والمحاسبة المقترنة بالبيِّنة والمبنية على دليل شرعي وليست صادرة عن جهل أو أمر مزاجي.

ويضيف الكاتب: فقد يسكت المربي عن خطأ أو يؤجِّل تصحيحه ومعالجته أو يغيِّر الوسيلة إذا رأى في ذلك تلافيا لخطأ أكبر ولا يُعتبر ذلك تقصيرا منه ولا تخاذلا.

التعامل مع الأخطاء

وهناك أمور أخرى تحتاج إلى مراعاة في باب التعامل مع الأخطاء مثل:

* التفريق بين الخطأ الكبير والخطأ الصغير.

* التفريق بين المخطئ صاحب الماضي والسوابق الحميدة في عمل الخير الذي يتلاشى خطؤه أو يكاد في بحر حسناته وبين المسرف على نفسه، وكذلك فإن صاحب السوابق الحسنة يُحتمل منه ما لا يُحتمل من غيره.

* التفريق بين من وقع منه الخطأ مراراً وبين من وقع فيه لأول مرة.

* التفريق بين من يتوالى منه حدوث الخطأ وبين من يقع فيه على فترات متباعدة.

* التفريق بين المجاهر بالخطأ والمستتر به.

* مراعاة من دينه رقيق ويحتاج إلى تأليف قلب فلا يُغلظُ عليه.

* اعتبار حال المخطئ من جهة المكانة والسلطان.

* عدم الانشغال بتصحيح آثار الخطأ وترك معالجة أصل الخطأ وسببه.

* عدم تضخيم الخطأ والمبالغة في تصويره وترك التكلف والاعتساف في إثبات الخطأ وتجنّب الإصرار على انتزاع الاعتراف من المخطئ بخطئه.

* إعطاء الوقت الكافي للمخطئ لتصحيح الخطأ، خصوصا لمن درج عليه واعتاده زمانا طويلا من عمره، هذا مع المتابعة والاستمرار في التنبيه والتصحيح.

* مراعاة أنَّ كسب الأشخاص أهم من كسب المواقف.

* تجنب إشعار المخطئ بأنه خصمٌ.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى