مفاجأة الحقيبة الضائعة في «بئر الخوابي»
ألواح السيد بدر الدين تصف أحداث المعركة بين بني غروب والجن الأبيض

صدر حديثًا عن دار النخبة رواية «بئر الخوابي» للكاتب خالد العارف.
في صيف 2011، يمضي السارد (الكاتب/المترجم) إجازة سياحية قصيرة في مدينة إستانبول التركية؛ وخلال إحدى الخرجات السياحية تضيع منه حقيبة ظهر تحتوي على مخطوط رواية كان يحاول إتمام كتابتها. وبعد قليل، يسترجع الحقيبة الضائعة مباشرة قبل الصعود إلى الطائرة.
وما إن يفتح الحقيبة حتى تتأكد شكوكه؛ فالحقيبة التي تم استرجاعها لم تكن حقيبته ولا مجال للعودة إلى تركيا. لكن مفاجأته ستكون كبيرة حين يكتشف أن الحقيبة الخاطئة تحتوي هي الأخرى على مخطوط رواية مكتوبة باللغة الألمانية بمقدمة مستفيضة لأحد المحررين.
حين يعود السارد (الكاتب/المترجم) إلى بلده، يحاول الاتصال بمن يعتقد أنه الكاتب الأصلي للمخطوطة ولكن مجهوداته تذهب سدى.
حكايات غرائبية في «بئر الخوابي»
أحداث الرواية (المكتوبة باللغة الألمانية) تزيد من شكوك السارد (الكاتب/المترجم) كونها تدور في بلدة بني غروب التي يعرفها تمام المعرفة لأنها تقع في بلده المغرب.
في حل وسط، يعمد السارد/الكاتب إلى ترجمة المخطوط إلى اللغة العربية ويعمل على نشره في شكل رواية.
أما حكايات بني غروب وشخوصها فتتمحور حول عدة عوائل تعيش تحت سطوة هجومات جيوش يطلق عليها الغروبيون الجن البيض الذين يخرجون من قلب البحر شمالا وغرباً.
وتصف ألواح السيد بدر الدين أحداث معركة حصلت بين بني غروب والجن البيض، وهي أحداث متخيلة ولكنها مستمدة من معركة دارت بين الجيوش الإسبانية وبعض قبائل الشمال المغربي في مطلع القرن العشرين، وهي معركة وادي الذيب/وادي الذئاب (معركة إغزرن وشن بالأمازيغية أوEl Barranco de Lobo باللغة الإسبانية (1909-1910))، وكذا من أحداث قصف مدينة الدار البيضاء من طرف الفرنسيين سنة 1907، من بين أحداث تاريخية أخرى.
بدر الدين، الشخصية المحورية في حكاية بني غروب، هو السارد الرئيسي؛ فمن خلال الألواح التي خلّفها وراءه، تتطور أحداث الحكاية.
أحداث تمزج بين الخيال والواقع
يعتقد أحمد الغروبي، الذي يعرف باسم بدر الدين، أن له سبعة أرواح أنفقها خلال حياته التي يشبّهها بحلم قصير، مسترجعًا تقريبًا مجمل محطات حياته من طفولة وشباب وكهولة وشيخوخة.
تختلط الوقائع في ذهنه حين تتعرض قريته لهجمات متتالية من الأغيار، فيهيأ له أنهم من الجن، ليجد نفسه بين كماشة معتقداته المسالمة وآرائه الصوفية من جهة والمعارك التي تدور بين رجال قريته وأقوام يجاهد في فهم حوافزهم لينتهي في الأخير، بسذاجة لا مثيل لها، إلى لعب دور الوسيط الذي يحاول، بواسطة بنديره المغربي (آلة الدفّ)، إحلال السلم بين الفرقتين المتحاربتين.
قبل ذلك، يقرر السارد السياحة في الأرض بحثًا عن معاني الأشياء، يزور الأولياء والصالحين وفي كل مرة يكتشف أشياء لا يستطيع فهمها كلية، ما يجعله يستزيد من المعرفة والسفر.