القصةالمكتبة

مفهوم الحب في «بتوقيع الأيام»

أنماط مختلفة للبشر ما بين الشخصيات السوية والشخصيات المضطربة

عنوان الكتاب  : بتوقيع الأيام (مجموعة قصصية)

المؤلف         : جيهان جمال

عدد الصفحات: 124

المقاس       : 14×20

تحتوي المجموعة على ٤ قصص، هي: «مطرحك بقلبي، بتوقيع الأيام، خدني معك، ڤيلا السيدة (ع)”». تتناول فيها الكاتبة جيهان جمال مفهوم الحب، وكيف يترك الأثر الإيجابي أو السلبي على حياتنا من خلال الأنماط المختلفة للبشر ما بين الشخصيات السوية والشخصيات المضطربة أو التي تُعاني من نقص ما.

 

بتوقيع الأيام

بعمارة سكنية ذات طراز قديم مكونة من ثلاث طوابق ستجد بالطابق الأول من ذات العمارة يعيش الجاران العزيزان العاشقان لهذا الحي العريق «يحي موافي، وسليم عُمر».

منزل – يحي موافي

بهذا المنزل المسرف في الود الجميل يعيش يحيي موافي الزوج الذي انتصف العقد الرابع من العُمر، وظل محتفظاً بطلة وجهه الهادىء، ونظرة عينيه الواثقة من حُب «راندا» له.

ذلك الحُب الذي لم تُبدل من هناوته معظم المضايقات الحياتية التي تحاول أن تنال منهم، وتتعس الأيام حين تعصف بالشراع ما بين الحين والحين متطلبات المعيشة، وما أكثرها.. لكنهما قررا منذ البدايات أن يتشبثا بقارب النجاة.

لذا ستجد أن الرحمة لا زالت تسكن بين جنبات هذا البيت، وتُكملهَا بالمودة ابنتهم الوحيدة  «مروة».

كذلك ستجد أن تلك الشرفات التي تطل من هذا البيت على حديقة صغيرة تضيف الكثير من مشاعر هادئة عَطِرة الأنفاس.. فكل ما هنا يدعوك للحُب.

خدني حبيبي

 الفصل الأول

بإحدى البيوتات العريقة بوسط المدينة يصل صوت المؤذن لآذان الفجر عبر جنبات البيت الهادىء.. من المسجد الصغير المجاور.

–        يا فتاح يا عليم  .. يا رزاق يا كريم يا رب..

هكذا اعتاد صلاح أن يهمس بصوته الحنون مع كل طلة نهار، وهو يجفف وجهه الذي تبوح تفاصيله بحلو ومر الأيام والسنوات التي لا يرى منها غير دقات الأيام التي سوف تكتمل بعد ساعات من الستين.

فتجده من هؤلاء الذين لم تعد تطوف بملامحهم لهفات الانتظار.. ينتهى من صلاته، و لم يزل بقلبه وبلسانه ذكر الله كما اعتاد منذ سنوات طوال تبدلت فيها الحياة..

ليصير من صحفي مجتهد صاحب عمود يومي بإحدى الجرائد القومية إلى المذيع اللامع الراقي «صلاح محمود»، الذي ظلت القنوات الفضائية لسنوات ماضية تتهافت عليه ليس بمصر فقط بل ببلدان عربية أخرى، ورغم ذلك لم يزل من بين أولئك المغرمين بالطبعة الأولى للجرائد اليومية.

دقات الموبايل..

–        صباح الخير يا نجوى.. ما تقلقيش.. بإذن الله هاوصل قبل الميعاد.

–        طمنيني على سارة يا رب تكون بخير.. خليها تشد حيلها، وقولي لعُمر أبوك بيقولك ماتتحركش من جنب مراتك.. مش فاهم موبايله مش مجمع ليه!

–        اطمن يا صلاح.. خلي بالك انت من نفسك، وخلي الأسطى شوقي يسوق على مهله..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى