«منصات التواصل الاجتماعي…» لكل مستخدمي الإنترنت
استخدام التقنية الهائلة في تطوير حياتنا للأفضل وتحقيق التميز والنجاح

صدر حديثًا عن دار النخبة كتاب «منصات التواصل الاجتماعي… هكذا نستثمرها لتطوير حياتنا» للدكتورة زينب عطية نور، الناشطة السياسية والاجتماعية نائب مجلس المحافظة السابقة ورئيس منظمة المرأة والطفل بالعراق.
يقع الكتاب في 94 صفحة من القطع المتوسط والذي تسلط فيه المؤلفة الضوء على أبرز مشكلات مواقع التواصل الاجتماعي على الفرد والمجتمع وكيفية مواجهتها.
كما تعرفنا المؤلفة على سبل استخدام التقنية الهائلة في تطوير حياتنا للأفضل وتحقيق التميز والنجاح.
وتورد المؤلفة إحصائيات تنشر لأول مرة عن منصات التواصل وعلاقتها بالتماسك الاجتماعي والصحة النفسية وإدمانها وإيجابياتها وسلبياتها.
ويطرح الكتاب تساؤلات تهم كل مستخدمي الإنترنت ويقدم إجابات علمية لكل منها. يحتوي الكتاب كذلك على دراسات عالمية عالية المستوى مما يجعله مرجعا مهما لا غنى عنه.
وتخلص المؤلفة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تأتي بخير وفير على المستخدم إن أحسن استخدامها، وقد تكون شرًا إذا أسئ.
من كتاب منصات التواصل الاجتماعي
بَعْدَ انتشار الإِنْترنت في العالم، ومُنْذُ فترةٍ ليسَتْ بعيدةً كثيرًا، دخلَتْ على حياةِ النَّاس مجموعةٌ ممَّا يُسمَّى منصات التواصُل الاجْتِماعي.
ويومًا بعدَ يوم، تَعدَّدت هذه الوسائلُ حتَّى بلغت عددًا لا بأس به، وبدأَتْ بالانتشار شيئًا فشيئًا، وربَّما كان أبرزَها مَوْقعُ «الفيسبوك»، هذا المَوْقعُ الذي يُدْعَى اليومَ عِملاقَ مواقع التواصُل الاجتماعي، حيث يزيد عددُ مرتاديه أو مستخدميه على 2 مِلْيار مستخدِم حتَّى الآن؛ فإذا تجاوزنا الرضَّعَ من سكَّان العالَم والمرضى العاجِزين وبعض الشَّرائح التي لا يَصِلها الإنترنت ستكون نسبةُ المستخدمين لمَوْقع الفيسبوك عالية جدًّا بين سكَّان الأرض.
حاولَتْ كلُّ منصات التواصُل الاجتماعي الوصولَ إلى أَكْبَر عددٍ من المستخدِمين، وكان التَّسْجيلُ فيها مجَّانًا وما زال؛ إلاَّ أنَّ الفيسبوك فاقَها جميعًا كوَسيلةٍ من هذه الوسائل تتميَّز بشيءٍ مختلف عن باقي الوسائل، وهو يطوِّر نفسَه يومًا بعدَ يوم بوتيرةٍ متسارعة.
الفيسبوك
الفِيسبوك على سبيل المثال فيه، إن لم يكن يَحْتَوي على كلِّ الميِّزات التي يحتاج إليها المستخدِمُ، فعلى معظمُها، وآخرها إضافةُ التسجيل المرئي المباشر. لقد أصبحَ الفيسبوك وسيلةَ إعلامٍ مهمَّة، ولم يَعُدْ كثيرٌ من الناس بحاجةٍ إلى وسائل الإعلام الأخرى كما كان الأمرُ سابقًا. لقد أصبح كلُّ إنسان صحفيًا وإعلاميًا بدرجةٍ ما عن طريق استِخْدام هذه الوسائل. ولكن، يتفاوت استخدامُ الفيسبوك وبقيَّة وسائل التواصُل بين بلدٍ وآخر؛ فقد نجد بعضَ البلدان فيها مَوْقعٌ يُستخدَم أكثر من الفيسبوك، ولكنَّ النسبةَ الكبرى تَبْقَى لصالح الفيسبوك بدرجةٍ عالية جدًا، لذلك سُمِّي عِمْلاق وسائل التواصُل الاجتماعي.
من ميِّزات الفيسبوك أنَّه يُتِيح للمُسْتخدِم أن يكتبَ ما يَشاء، وليس مُضَّطرًا لاختصار ما يدور بباله أو للاكتفاء ببَعْض الكلمات، مثل مَوْقع تويتر.
منصات التواصل الاجتماعي قد تأتي بخيرٍ كبير على المستخدِم إِنْ أحسنَ استخدامه، وربَّما يكون شرًّا عليه؛ ولا يختلف في ذلك عن أيِّ وسيلة تقنيَّة ظهرت عبرَ التاريخ، لاسيَّما في الفترة الأخيرة من عُمْر البشريَّة.
يستطيع مُسْتخدِمُ معظم منصات التواصل الاجتماعي من خلاله إنشاءَ صفحةٍ شخصية أو مجموعة أو صفحة عائليَّة، ويستطيع أن يجعلَ من يشاء يرى مَنْشوراته ومن لا يشاء لا يستطيع أن يَراها؛ وفي كلِّ مَنْشور يمكنه ذلك، كما يمكنه أن يجعلَ المنشورَ مرئيًا أو مُتاحًا للعامَّة. وبالنسبة للصفحات العائلية أو المجموعات، فهي تحتاج إلى دُخُول وقَبُول من مُدير الصفحة أو مُديري الصفحة. ولذلك، حُقَّ أن تُسمَّى وسائلُ التواصُل الاجتماعي، وعلى رأسها الفيسبوك، أداةً اجتماعية لتَعْزيز التواصُل بين الناس.
لقد طَوَت منصات التواصل الاجتماعي المسافات، ولا يستطيع أحدٌ أن يقولَ بأنَّها غيرُ مفيدة؛ كما أنَّه لن يَسْتطيع أحدٌ أن يَقولَ ليس هناك وسيلةٌ للتواصل مع الآخرين؛ فأنت تستطيع أن تتواصلَ مع من تشاء، إمَّا بشكلٍ مباشر أو على نافذة الرسائل, تَسْتطيع أن ترسلَ التَّسْجيلات الصوتية والملفَّات والصور، وتستطيع أن تنشرَ الفيديوهات والمقاطع المرئيَّة.