إبداع

من يتحكم في مصير الشعوب؟!

كل ما يعانيه الشرق الأوسط من حروب ودمار نتيجة هذه الهيمنة المستمرة

رحاب على خليل
Latest posts by رحاب على خليل (see all)

نحن نقف أمام هيمنه أمريكية وليس صراع فلسطيني إسرائيلي كما يصدِّر لنا الإعلام الغربي، الجميع يتحدث عن العدائية الصهيونية للعرب والمسلمين وأن كل ما يحدث الآن بسببها ،ولكن هذا المفهوم نعرفه من عشرات السنين واعتدنا عليه ولكن الذي يحدث الآن هو نتيجة للموقف الأمريكي العدائي، فهي من تصنع القرار وتجبر بقية الدول على تنفيذه.

كل ما يعانيه الشرق الأوسط من حروب ودمار نتيجة هذه الهيمنة المستمرة، ولكن الذي يحيّر الجميع لِمَا كل هذا الدعم لإسرا ئيل؟! لماذا يشتعل الشرق الأوسط كل فترة بسبب التصريحات الأمريكية عن حفظ أمن وأمان دولة الكيان الصهيوني؟

يحترق العالم ولكن يعيش هذا المحتل في أمان واستقرار، يموت الآلاف وتُهدم المدن والمستشفيات والمدارس وتظل أمريكا تعطيهم المبرر الذي تكرره في كل وقت؛ وهو مكافحة الإرهاب وكَبت جِماح حماس أمام الشعب الإسرائلي، وتنسى أن الحل الأبسط من كل هذه الحروب وإنفاق ملايين الدولارات على تمويل هذا الكيان المغتصب هو حل الدولتين، فإذا كانت تريد هذا الحل كانت صوتت من أول جلسة في مجلس الأمن على وقف إطلاق النار على المدنيين وإقامة دولتين، ولكن أعجبهم القتل والدمار الذي لَحِق بأهل فلسطين وسمحوا للمحتل أن يهتك بهذا الشعب ويحرّضون على الهجمات والاشتباكات لتصبح حرب إبادة جماعية، وطوال الوقت يتظاهرون بأنهم مع حماية المدنيين وأن الأوضاع أصبحت أكثر صعوبة بسبب التصعيد من قِبَل الفصائل الفلسطينية، وأنها من أشعلت نار الحرب، ومن حق إسرائيل استرداد المخطوفين وستظل هذه الإباده حتى يتحقق هدفهم.

وكل يوم أمريكا تفاجئنا بقرار جديد يتناقض مع كلامها في المحافل الدولية التي تدعو فيها لحماية المدنيين، ولكن في نفس الوقت تحرّض الدول الأوروبية على الوقوف بجانب الحكومة الإسرائلية، وتدعمها بكل السُبل، وتخطط لنقل السلاح لإسرائيل بقيمه ٣٢٠ مليون دولار لتحارب بها حماس، وتظل تقصف وتقصف حتى حوَّلت غزة لمقبرة لأهلها، ويد باقي الدول التي تدعم فلسطين مكتوفة لا تقدر على مواجهة الهيمنة الأمريكية وقراراتها وتحريضها المستمر، فكل ما يقدرون على فعله هو إدخال المساعدات الطبية والمواد الغذائية وفتح المعابر لدخول الجرحى والمصابين.

إلى متى سيستمر هذا الوضع ومن يقدر على الوقوف أمام الدعم الأمريكي وحلفائها العنصريين؟ وما جدوى انعقاد الاجتماعات والمؤتمرات اليومية؟، والقرار يرجع لجهة واحدة فقط هي من تتحكم في مصير العالم كله.

وإلى متى تظل كل الدول عاجزة أمام الهيمنة الأمريكية؟ فهل من المعقول أنّ بضعة أشخاص عنصريين متحيّزين للجانب الصهيوني هم فقط مَن بأيديهم القرار بإشعال نار الحرب أو تهدئتها؟ أم يوجد حل آخر لإنهاء هذا الصراع دون التدخل الأمريكي العنصري المتحيز؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى