إبداع

هل أنت سفاح؟

التقصير في ارتداء الكمامة والتباعد ليست الأسباب الحقيقية لانفجار الحالات في مصر

د.تامر عزالدين
Latest posts by د.تامر عزالدين (see all)

هل خطر على بال أحدكم أنه قد يكون سفاحًا دون أن يدري؟!

السفاح شخص يقتل الناس بشكل متسلسل.. فكيف يمكن أن نتهم أحدًا هذا الاتهام وهو لا يقتل ويعيش وسط الناس كشخص مسالم؟!

لكن للأسف.. قد يكون هذا المسالم قاتلًا متسلسلًا دون أن يدري، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟

كيف تكون سفاحًا؟

يحدث بالفعل عندما يكون هذا الشخص يعلم أنه (إيجابي كورونا) أو يعلم أنه خالط شخصًا إيجابيًا ولا يكترث بالأمر ويقرر النزول وسط الناس والاختلاط بهم؛ بل ويذهب للجلوس على المقاهي وحضور الحفلات واللقاءات والمناسبات والاجتماعات.

فهو قاتل يتحرك بين الناس دون أن يعرفوه ودون أن يدري هو نفسه أنه يقوم بقتل الناس، وقتها يكون فعلًا من العبث أن نتحدث عن غسيل الأيدي والتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة أنها سلوكيات يمكن أن تمنع العدوي في مثل هذه الأجواء وهذه التصرفات الغير مسئولة.

ومع ذلك الوضع فإن فكرة التقصير في ارتداء الكمامة والتباعد وعدم غسيل اليدين لن تكون هي الأسباب الحقيقية وراء انفجار الحالات في مصر؛ سيكون السبب هؤلاء السفاحين الذين يتحركون بين الناس وفي التجمعات عن عمد ويعلمون أنهم من الممكن أن يتسببوا في إمراض العشرات، ولا يكترثون.

هؤلاء يطلق عليهم في أوروبا Super-Spreaders، لذلك كان العزل أهم خطوات العلاج والوقاية وحماية المجتمع.

المخالط لمرضى كورونا يتسبب في القتل

مهم جدًا أن يصل هذا المفهوم للناس ومن الضرورة أن يعلم هؤلاء جيدًا أنهم يتسببون في قتل الكثيرين بدون ذنب.

كل شخص مخالطًا كان أو مريضًا (حتى في حالة عدم ظهور أعراض) لا بد أن يعلم أنه يقوم بنقل الفيروس بشكل عشوائي وقد يكون هناك شخص سهل أن تتحول حالته وتتدهور لدرجة الموت.

فمن الأهمية أن يعرف هؤلاء أن فترة العزل ليست أجازة لكي يتنزه فيها ويذهب للمصايف أو يستمتع بوقته وسط أصدقائه حتى لو لم يكن يعاني من أي أعراض؛ فالمخالط المتجول مثل القنّاص المحترف، كل طلقة منه تساوي حياة أحدهم، كل نقطة رذاذ تخرج بسبب الكلام أو الضحك أو الأكل أو العطس أو الكحة أو أي سبب، كل نقطة رذاذ منه تجعله متهمًا في جريمة قتل بالخطأ.

وعلى ذلك لو كنت محظوظًا وحالتك بسيطة ثم تعرضت لعدوى مرة تانية قبل اكتمال التعافي سوف تتطور حالتك بسرعة من حالة بسيطة إلى حالة حرجة مميتة؛ لأنك لم تسمح لمناعة جسمك أن تتعامل مع جيش صغير من الفيروسات أو جيش من نوعية واحدة من الفيروسات، فقد دخل في جسمك أطنان من الفيروسات متنوعة السلالات وبالتالي كيف سيصمد جهازك المناعي لجرعات إضافية من الفيروس؟

يعني ذلك؛ فكرة أنك مصاب وتجلس مع مصاب آخر وتظن أن ذلك عادي فهذه فكرة في منتهى الخطورة عليكما أنتما الاثنين، ليس ذلك فحسب بل سيكون الجميع معرضين لخطر جسيم.

وبالمناسبة هذه واحدة من أهم النظريات التي تفسر سبب تدهور بعض الحالات وموتها، ذلك لأن كمية الفيروسات التي يمكن أن يتعرض لها شخص بسبب كثرة مخالطته لحاملي الفيروس لها دور كبير في تدهور الحالة ووصولها لمراحل خطرة مميتة.

«إحنا مش بناخد احتياطاتنا علشان نمنع الإصابة، إحنا بنحاول نضمن أنه (لا قدّر الله) لو حدث وأصبت تكون إصابتك خفيفة قدر الإمكان ولا تكون سببًا لعدوى شخص آخر قد تتسبب في موته وبذلك تكون قاتلًا سفاحًا بدون قصد أو بدون أن تدري!!».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى