إبداع

هل تعرف مصر !

«محمود شامي» في دردشة نيلية

محمود شامي عبد القادر
Latest posts by محمود شامي عبد القادر (see all)

سألوني، قيل لي ؛ هل تعرف مصر ؟

صدمت ، وصمت للحظات وقلت مصدومًا، لنفسي هل كان هذا سؤالًا؟ وهل كان لي أنا؟

تظاهرت بالغباء، تغابيت ولم أرد مباشرة على السؤال،،

فقلت يا سيدي ذهبت إلى أبعد منها، وصلت إلى المغرب والمشرق يا سيدي، وعشت في الجزائر فترة طويلة وكانت طائرتي تحط رحالها في الذهاب والإياب في مصر ،،، ويا الله أتدري يا سيدي أمتع ما في مصر،، الشاي، والنيل والليل وروائع كوكب الشرق، يا سيدي مصر جمل من المتع لا تنتهي،،،

لكن السائل أعاد سؤاله،، وأعاااااااد الجرح والطعن أكثر من مرة…

يا سيدي أخبرتكم أنني عربي من إفريقيا،، و إفريقي معرَّب،، وأخبرتك أننا نكتب ونروي كذلك، وأن هذه روايتي الأولى وتلك الثانية وبلغة الضاد يا سيدي،،

ويا سيدي أقول ذلك طبعًا، أقووووول،، فـ فوق كل ذي علم عليم،

ومعه أعيد وأقول هل كان ذلك سؤالًا وهل كان لي؟؟

وقلت للسائل ولنفسي يا سيدي من لا يعرف مصر في الدنيا كلها، حتى لا أعرفها أنا الشرق إفريقي وابن بلاد البونت وأنا الإفريقي ذو الملامح والثقافة العربية،،

واستفزني السؤال يا سادة،، استفزني لأني ابن بحيرات ينبع منها نهر النيل فأنا ابن نهر ماراب وبحيرة تانا، استفزني لأني من الحبشة التي يقدس مسجدها الأزهر الشريف الذي درس معظم مشايخها في ذلك الصرح العلمي الهام ليس في مصر فحسب وإنما في العالم الإسلامي كله، لأني من الحبشة التي يرتبط مسيحيوها روحيًا بالكنيسة القبطية، استفزني لأني من بلاد البونت بلاد العفر والصومال والبجة وامتداد للحضارة الفرعونية القديمة،، استفزني لأني من بيلول وزيلع وامتداد للحضارة التركية المصرية،،

وأخيرًا وهو الأهم استفزني السؤال لأني من مصوع وامتداد الأمس القريب للحضارة المصرية المعاصرة، وشعرت مع السؤال ومنه بالذهول والدهشة،،،

وهو ما دعاني أبكي وأعتصر الألم، وأتساءل هل كان هذا سؤالًا وهل كان لي أنا؟

وهل أختصر لكم المسافة والكلام وأريحكم وأرتاح وأقول،

أنا البونتلاند

أنا منبع النيل

أنا مصر يا سيدي ومصر أنا،،

أنا التاريخ أنا خوفو ومنقرع

أنا القبطي أنا من شيّد أهرامات

أنا الفرعون أنا من أركع الهكسوس أنا من أقهر الرومان،

سلو التتار وهولاكو وجانكيزخان عن مصر

سلو جالوت عن محمود وعن بيبرس

سلو سيناء والبحر وأكتوبر

سلو ديان ومائير وإسرائيل عن مصر

أنا الأسمر ابن النيل من النوبا إلى الدلتا

وبعد تردد وصراع طويل بين لا ونعم أجيب

قلت نعم سأجيب، وسأعتبر هذا اللا سؤال، سؤالًا وأجيب عليه

قلت لا

لن أجيب

قلت سأجيب،، ولكن مثلما كان سؤاله حركني وأذهلني يجب علي إجابتي أن تحركه وتدهشه، ولو قليلًا،،

قلت يا سيدي سأجيبكم وهذه ،، مصر في سطور،،

 

مصر في سطور 

 

بوركت أرض مصر،،

واصطفتها السماء

اهبطو أرض مصر

ادخلوا أيها الباحثون أمانًا وسلامًا

أرض مصر

مصر يا سيدي قبلة للعلوم

سلوا عن علمها الأزهر

سلوا عن ذلك الصرح وكل الصروح

وكل المعاهد والجامعات

وكل المنابر في أرض مصر

سلوا عن دور مصر وتلك المنابر

في بناء العقول

في صراع البقاء

مصر يا سيدي قبلة للتحرر والانعتاق

سلوا القارة السمراء عن ذلكم،

وكل العرب

سلوا عن ذلكم ناصر

مصر يا سيدي موطن للفنون

سلوا أسطولها الفني عن ذلك

سلوا عن رابع الأهرام،

سلوا عن كوكب الشرق

وعن موزار عالمنا

عن وهاب وموسيقار كوكبنا،

مصر يا سيدي مهبط الشعراء

منبع الأدباء والمبدعين

سلوا عن ذلكم شوقي، وعقاد

سلوا محفوظ، وإحسان، وتوفيق

سلوا التاريخ عن مصر

ينبئكم عن الإعجاز

سلوا فرعون عنخامون، وأهرمات

وعن رمسيس نفرتيتي، وعن يوسف نبي الله

سلوا الأقباط والعربان

سلوا النيل من النوبة إلى الدلتا

محمود شامي

وأهديته تلك القصيدة وبعد ذلك أهديتها لمصر ولمؤسسة «دار النخبة للنشر والتوزيع» مع بداية صدور روايتي الثانية «وثالثهما الفنجان» في ابريل نيسان 2020 من نفس الدار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى